الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية العميد السابق لكلية الآداب بمنوبة الدكتور الحبيب قزدغلي يذكر بفضائل صديقه الرجل الوطني الفقيد "علي شرف الدين"

نشر في  01 ديسمبر 2020  (19:13)

توفي يوم أمس الاثنين 30 ديسمبر 2020 الناشط السابق في حركة نداء تونس علي شرف الدين الرجل الوطني الذي العديد من الوجوه النضالية اليسارية من كل روافدها ولم يكن يعترف بالاختلافات وبالفوارق بينها وفق ما أكده صديقه العميد السابق لكلية الآداب بمنوبة الدكتور الحبيب قزدغلي في منشور على صفحته الرسمية بموقع الفايسبوك الذي عدد فيه مناقب الفقيد الذي حماه وآواه في منزله فترة الملاحقات البوليسية نهاية السبعينات...
 
وهذا ما جاء في منشور العميد السابق لكلية الآداب بمنوبة: 
 
"تحية وفاء لرجل الكرم والوفاء : الصديق الوفي علي شرف الدين لروحه السلام والرحمة
بلغني في آخر عشية اليوم الاثنين 30 نوفمبر خبر وفاة صديقي الوفي علي شرف الدين على اثر عملية عملية جراحية على القلب . لروحه السلام والرحمة احر التعازي لكافة أفراد عايلته وإلى ابنته إيناس طالبتي السابقة.
توقف قلب علي شرف الدين عن النبض لكن لن يتوقف ذكر مكارم هذا الرجل الشهم والصادق والكريم الذي كانت لي معه ذكريات لا تمحي وكان له فضل كبير علي . استقبلني وحماني بدون خوف ولا طمع حيث اختفيت لديه في الضيعة العائلية التي كان يشرف عليها في بئر بورقبة (ريف مدينة الحمامات حينئذ) من بداية شهر مارس إلى نهاية شهر ماي 1978 عندما كنت ملاحقا منذ أن علمت أنني أصبحت محل تفتيش بداية من 10 مارس 1978 (سنة التخرج في الجامعة) وكانت الشرطة تبحث عني في الجامعة وفي عنوان عائلتي بالحمامات لإيقافي بعد ان عمدت قبل ذلك الى ايقاف مجموعة من الرفاق والرفيقات من الطلبة ومن المناضلين في الحزب الشيوعي التونسي(عبدالحميد الأرقش - عبد الوهاب قلال - لطيفة لخضر- نجيب الفاسي - سليم بفون الخ..) بسبب ما قمنا به من تحركات و دعم ومساندة لقيادة الآتحاد العام التونسي للشغل المعتقلة -قبل وبعد- اضراب 26 جانفي 1978.
 
حماني واستقبلني علي شرف الدين بكرم وسخاء رغم تواضع امكانياته حينئذ و لم يدخر جهدا من أجل ضمان سلامتي وتوفير ما كنت احتاجه من غذاء ومؤونه وحال في أكثر من مناسبة خلال فترة الاختفاء دون أن أتعرض إلى أي خطر حيث قضيت كامل المدة -التي كنت فيها مختفيا عنده- في الدراسة والاستعداد لامتحانات آخر تلك السنة (سنة الاستاذية -الرابعة تاريخ) مستفيدا من الدروس والكتب التي كانت ترسلها الي صديقتي ورفيقي في الدراسة والنضال دلندة بوزقرو الارقش.
 
بعد فترة الاختفاء على الانظار ولما هدات عاصفة الملاحقات وتم ارسال جميع الرفاق الى الخدمة العسكرية تقدمت في آخر شهر ماي 1978 لإجراء امتحانات اخر السنة محميا من استاذتي الكرام (المرحوم البشير التليلي وعبد الجليل التميمي و الأستاذ الشيوعي الفرنسي جون بيال الذي وفر لي منزله في ضاحية مقربن في الأيام الأخيرة من الاختفاء وقبل اجراء الامتحانات) والذين كانوا على علم بوضعيتي و بسبب ختفائي عن الأنظار وغيابي عن الدرس طيلة تلك الأشهر الطويلة . و قد تكللت كامل العملية بالسلامة والفوز في الامتحان حيث كنت الأول من بين الناجحين في دورة جوان 1978 وتحصلت على شهادة الأستاذية في التاريخ.
 
كلمة وفاء لهذا الرجل الوفي والمناضل الذي لا بد من الاشارة أنه ساعد أيضا الكثير من المناضلين امن مختلف مكونات اليسار و من جميع اتجاهاته وروافده اذ لم يكن يعترف بالاختلافات وبالفوارق بينها حيث كنت أعلم أن كانت تجمعه صداقة قوية بالمرحوم المحامي الفاضل الغدامسي وكذلك بالمحامي حبيب الزيادي . كان يدعم الجميع في ثبات وصمت عقودا طويلة رغم أن حياته الشخصية لم تكن دائما بدون مشاكل كما تخللتها حوادث مهنية خطيرة.
و بعد الثورة خرج ليعمل في واضحة النهار واختار عن قناعة أن يكون من أبرز الناشطين في حركة نداء تونس دفاعا عن تونس .
كان لعلي شرف الدين الفضل الكبير علي شخصيا وعلى الكثيرين لأنه كان مثال الكرم والاخلاص لمبادئه وقناعاته ولوطنه تونس.
لروحه السلام والرحمة احر التعازي لكافة أفراد عايلته .
L’image contient peut-être : 1 personne, debout et plein air